شاركت مصر، ممثلة في وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن بُعد في أعمال الاجتماع الثاني والعشرين لفريق عمل المجلس المعني بحماية الطفل على الإنترنت، التابع للاتحاد الدولي للاتصالات، المنعقدة في الفترة من 12 إلى 13 فبراير، في مقر الاتحاد.
وجاءت مشاركة الوزارة في الاجتماع في إطار جهود الوزارة لتعزيز حماية الأطفال على الإنترنت. وخلال الاجتماع، استعرضت وزارة الاتصالات استراتيجية مصر الرقمية التي تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة وخطة مصر 2030، حيث تم التركيز على ثلاث ركائز أساسية، وهي زيادة الاستثمار في البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ودعم التحول الرقمي والابتكار، وتعزيز المهارات الرقمية من خلال رعاية وبناء القدرات.
كما تم تسليط الضوء على أبرز المبادرات التي ترعاها الوزارة لتعزيز المهارات الرقمية والابتكار في مصر، من أبرزها مبادرة أجيال مصر الرقمية التي تتألف من أربعة برامج رئيسية تهدف إلى تطوير الكفاءات الرقمية للشباب المصري بمختلف الفئات العمرية، والتي تعد بمثابة جهدًا وطنيًا شاملًا يعكس استراتيجية الوزارة لسد الفجوة بين التعليم وسوق العمل، ودعم جيل جديد من المبتكرين ورواد الأعمال وقادة التحول الرقمي، مما يعزز مكانة مصر كمركز إقليمي للتكنولوجيا والابتكار.
وفي سياق متصل، تمت الإشارة إلى التحديات التي تواجه الفئات الأصغر سنًا من الأطفال والمراهقين في التعامل مع الفضاء الرقمي، خاصة فيما يتعلق بالأمن السيبراني وحماية الخصوصية والاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت. ومن هذا المنطلق، تم إطلاق "مبادرة المواطنة الرقمية"، التي تهدف إلى تعزيز الوعي لدى الأطفال بحقوقهم ومسؤولياتهم، وضمان بيئة رقمية أكثر أمانًا. وتعتمد هذه المبادرة على أربعة اتجاهات، وهي تعزيز الوصول إلى المعرفة المتخصصة والتركيز على المحتوى والمهارات والنماذج الناجحة في هذا المجال، وبناء القدرات من خلال توفير التدريب المتخصص وخدمات دعم الاستشارة عبر الإنترنت، والوعي بالمخاطر الرقمية وزيادة المعرفة بتقنيات الأمن السيبراني وقنوات ووسائل الدعم والحماية المتاحة، وتعزيز الشراكات المحلية والدولية لتبادل الخبرات وبناء التجارب الناجحة.
وتمثلت أبرز مخرجات المبادرة في إطلاق بوابة "واعي"، وهي منصة معرفية مجتمعية باللغة العربية مصممة لتزويد المستخدمين بالمهارات التي يحتاجون إليها للتنقل في العالم الرقمي بأمان ومسؤولية، بما تشمله من محتوى تفاعلي تعليمي للأطفال، وخدمات التدريب عن بُعد لضمان وصول المعرفة الرقمية إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين.
هذا وجرى تطوير هذه المخرجات بالتعاون مع الشركاء البارزين، مثل يونيسف مصر، والمجلس القومي للطفولة والأمومة، وشملت إنتاج مبادئ توجيهية لأولياء الأمور والمربين بشأن حماية الأطفال على الإنترنت، وكذلك أنشطة تفاعلية وجذابة حول السلامة على الإنترنت للأطفال. كما تم استعراض برامج تدريب القدرات للمدربين والمعلمين والأطفال والمراهقين كأحد مخرجات المبادرة، والتي يتم تنفيذها من خلال مراكز الاستدامة الرقمية، بالإضافة إلى التعاون مع المنظمات غير الحكومية ومراكز الشباب والمكتبات العامة والمدارس.
وفي ختام المشاركة، تم التأكيد على وصول عدد المستفيدين من المبادرة أكثر من 3 آلاف شخص، مع استعراض نماذج الممارسات الإيجابية والقصص الناجحة التي تؤكد على فاعلية المبادرة في تنفيذ أهدافها وتطوير قدرات مدربين ومعلمين وأطفال للتعامل مع الفضاء الرقمي بشكل أكثر أمانًا، مما يعكس التزام الوزارة بتمكين الشباب بالمعرفة اللازمة للتفاعل مع الفضاء الرقمي بشكل مسؤول وأخلاقي.